هل هي الظروف غير الاعتياديّة امّ الوعود الكبيرة التي دفعت بنجوم الصفّ الأول من اداريين ومدرّبين ولاعبين من الانضمام الى فريق في الدرجة الثانية؟.
هل هي الظروف الاقتصاديّة التي أوقعت اندية الدرجة الأولى بالديون والأعباء فأجبرت نجومها على اتخاذ قرارات غير اعتيادية؟.
ام هي وعود النادي الفتيّ المولود من الألم انّما مفعم بالأمل والطموح، فكسب ثقة النجوم الذين وجدوا في ادارتها ورئيسها الأستاذ فيصل قلعاوي خشبة أمل.
فقلعاوي ورفاقه ما زالوا يؤمنون بطائر الفينيق وبكرة السلّة اللبنانيّة فأكملوا مشروعا وضعوه منذ سنتين مكرّسين وقتهم وقدراتهم وخبراتهم للعبة يؤمنون انّها يجب ان تبقى حلما وهدفا لأحلام الصغار، ويجب ان يبقى نجومها مثالا يحتذى به في زمن تُقتل فيه الأحلام يوميّا.
لأجل هذا البلد الصغير الجريح الذي يعيش اعباءا واحزانا وأوجاعا اكبر من قدرته وقدرة ابنائه، لأجل احلامهم وأحلام غيرهم، لاعادة الأمل المدفون ولعشاق هذه اللعبة اصرّ السيّد قلعاوي والمؤمنون مثله بواجب البناء لا الانتقاد، بالمضي قدما بمشروع اسمه "دينامو لبنان".
ناد جديد في الدرجة الثانية، عينه وقلبه على درجة الأضواء وفي المقابل اندية عريقة وحاملة القاب مهددة بالانطفاء او بالانتقال الى اندية الدرجة الثانية.
ويبدو الرئيس فيصل قلعاوي واثقا جدا من نفسه ومن رفاقه واول المشجّعين والداعمين رئيس نادي تبنين الأستاذ محمد سليم الذي انضمّ الى اللقاء مع مندوبة صحيفة "السبورت" الالكترونيّة ليثني على جهود وقرارات اللجنة الادارية للنادي.
هل يتحدى هذا النادي بعض الأنديّة واهمها النادي الرياضي بيروت ؟ هذا النادي يتحدى النادي الرياضي ونادي لايكرز وكلّ ناد يلعب كرة السلّة، يردّ قلعاوي على بعض ما يشاع ويعلن تحدّيه متسلحا بتشكيلة فريقه التي تشكّلت تماما كما ارادها وهو يثق بكل فرد من افرادها.
ويتابع قلعاوي شارحا انّ ما جمعهم هو رغبة كلّ واحد منهم بمشروع حدوده اعلى من السماء وليس مجرّد ناد يشارك ببعض البطولات وينتهي. ارادوه مشروعا يليق باللعبة وباللاعب اللبناني.
انّه لسان حال كل الأنديّة الفتيّة المليئة بالأحلام والطموح والمشاريع، وما ان تبدأ الهموم والأزمات والأعباء تضيع الأحلام وتبقى الديون والمشكلات، فهل سيكون هذا ايضا مصير "دينامو لبنان"؟ يعي قلعاوي ورفاقه في اللجنة الاداريّة ويعلم كلّ واحد منهم التحديات التي تنتظرهم والتضحيات الكبيرة كأفراد وكلجنة ادارية خصوصا في هذه المرحلة الاستثنائية، مضيفا ان استمراريتهم مرتبطة ايضا بعودة اللعبة للإحتراف وهذا أمل كلّ الأندية، ولكن الأهمّ انّ النادي يثق ثقة كبيرة برئيس الاتحاد اللبناني للعبة الأستاذ أكرم الحلبي وبقراراته الصالحة لمصلحة اللعبة واستمراريتها، هو الذي ادار اللعبة بحكمة وأثنى على مواقفه ووصف عمله بالعمل الصالح.
ثقته كبيرة بالاتحاد اللبناني للعبة وبرئيسه وثقة نجوم الصفّ الأول كبيرة ايضا باللجنة الاداريّة لنادي "دينامو لبنان" ورئيسه فيصل قلعاوي فانضموا الى ناد في الدرجة الثانية، يحمل صفات اندية الدرجة الأولى.
المدرّب جاد الحاج ومساعده جو منصور، علي محمود وجو فوغل في الادارة ومن اللاعبين علي مزهر وعلاء ارناؤوط وباسل بوجي وجيمي سالم ومارفن سركيس، يشرح قلعاوي انّهم ينضمون الى مشروع وليس الى ناد ويكرر انّ ثقتهم كبيرة بقرارات الاتحاد ومواقفه وغيرته على مصلحة اللعبة وخصوصا بطولة الدرجة الأولى.
ويضيف انّ بعض اندية الدرجة الأولى فشلت في الحفاظ على ميزانياتها وبالتالي على استمراريتها، وهذا ما ساهم في وصول اللعبة الى ما هي عليه، وانهارت كليّا امام الأزمة التي ضربت البلاد، او سلسلة الأزمات التي ضربت ولا تزال تضرب كل قطاعات البلاد.
ويبقى السؤال الأخير برسم قلعاوي واللجنة الاداريّة وبرسم الأسابيع او الأشهر المقبلة، كيف سيتمكن نادي "دينامو لبنان" -وغيره من الأندية- من الاستمرار في ظلّ كلّ هذه الظروف الاستثنائية! وذلك خصوصا، في حال انطلقت البطولات هذا الموسم.
فهل ستكون خبراتهم وتضحياتهم وعشقهم للعبة كافيا ليكونوا مشروعا لا تلغيه الصعوبات المادية ولا التدخلات السياسية ولا الرواتب العالية ولا القرارات المجحفة ولا غياب الشركات الراعية ولا انفجار المرفأ في بيروت ولا ما قد يخبئه الغد من أزمات أخرى قد تكون أكثر ألما أو اصعب من أن يتخطاها أي ناد او مواطن.
ولكن، ورغم كلّ شيء، لا يزال ذاك الطائر الجريح يبسط جناحيه مرفرفا نحو السماء.